zman-alsamt
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

zman-alsamt



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التربية الإسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فــتــى الــريــاض
Admin
فــتــى الــريــاض


المساهمات : 41
تاريخ التسجيل : 10/09/2008

التربية الإسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه Empty
مُساهمةموضوع: التربية الإسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه   التربية الإسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 14, 2008 3:10 pm

نصائح غالية دونها القرآن العظيم وتُتلى إلى ما شاء الله تعالى, تلك التي أوصى بها لقمان الحكيم ابنه في هذه الآيات الكريمات: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله, إن الشرك لظلم عظيم.ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير، وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون. يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أوفي السماوات أو في الأرض يأت بها الله، إن الله لطيف خبير. يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر, واصبر على ما أصابك,ان ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا , إن الله لا يحب كل مختال فخور, واقصد في مشيك واغضض من صوتك, إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}.من سورة لقمان..الآيات.

إن هذه الآيات الكريمات من سورة لقمان تنضَحْن بمعاني سامية جليلة, وبدروس في التربية الإسلامية غاية في الرقي والسمو والتحضر كأنها ُزْبدة ما يسمونه اليوم بلغة العصر:علم التربية الحديثة والبيداغوجيا. إن من أهم أهداف التربية تعريف الفرد بخالقه وبناء العلاقة بينهما على أساس ربانية الخالق وعبودية المخلوق وإعداد الفرد للحياة الآخرة، وكذلك تطوير وتهذيب سلوك الفرد وتنمية أفكاره وتوجيهه لحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم, وغرس الإيمان بوحدة الإنسانية والمساواة بين البشر والتفاضل لا يكون إلا بالتقوى, كما تسعى التربية الإسلامية السليمة إلى تحقيق النمو المتكامل المتوازن للطفل في جميع جوانب شخصيته، وهذا غيض من فيض جاء في مجمل وصايا العبد الحكيم لقمان لابنه وهو يعظه في القرآن الكريم، ولقد جاء في الأخبار والروايات الكثير من لآلئ المعاني التي سطرها التاريخ وهي تخرج كالدرر النفيسة من في لقمان إلى أذني ابنه وقبلهما إلى عقله وقلبه..ومن بين هذه المعاني السامية والراقية في الأخلاق والسلوك الناضج القويم ما قاله:

*( يابني إذا جلست لذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل, فلعله يأتيه من هو آثر عنده منك فينحيك فيكون نقصا عليك).

* ( ابني.. إن أردت أن تواخي رجلا, فأغضبه فان أنصفك في غضبه وإلا فدعه.)

* ( يا بني لا تضحك من غير عجب ولا تمشي في غير أدب ولا تسأل عما لا يعنيك.).

وعن خالد الربيعي أن لقمان كان عبدا حبشيا قال له مولاه: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها وقال له:أخرج أطيب مضغتين فيها، فأخرج لقمان لسانها وقلبها..ثم مكث ما شاء الله ثم قال له يوما: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها.. وقال له مولاه:أخرج أخبث مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب مرة أخرى..قال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجت القلب واللسان ثم أمرتك بإخراج أخبث ما في الشاة فأخرجت القلب واللسان..كيف ذلك؟ فأجابه لقمان: "انه ليس أطيب منهما إذا طابا, وليس أخبث منهما إذا خبثا".

وهنا بالذات يظهر تركيز لقمان المربي الفاضل على مضغتين في جسد الفرد هما: القلب واللسان ..فلو حفظهما المرء من السوء ومن الآثام والمعاصي لفاز فوزا عظيما, ولكنهما أحيانا كثيرة يكونان مجلبة لكثير من الفضائح والزلات والعصيان، لا لشيء سوى لأنهما لا يخضعان لمراقبة المسلم وخشيته من الله تعالى في حله وترحاله..

ولنعد إلى الآيات الكريمات في سورة لقمان حيث يعظ ابنه بعدة وصايا ونصائح نفيسة ولنستخرج منها هذه العبر والفوائد الجليلة.. لكن قبل ذلك,هناك ملاحظات أساسية لابد من إبدائها والمرتبطة بالشكل الذي قدم بها لقمان نصائحه الغالية لابنه منها:

- مبدأ الحوار بين الأب والابن بطريقة سلسة دون إثارة مشكلة عدم التواصل بين جيل الآباء مع جيل الأبناء, وهي القضية التي تعاني منها كثير من الأسر في واقعنا اليوم..لقمان كان يخاطب ابنه بأسلوب كله حوار راقي وحضاري, فالأب يسدي النصائح والمواعظ والابن ينصت أحسن الإنصات,وتمر الأمور في هدوء وروية بين الطرفين..

- وسيلة الإقناع بحيث أن لقمان الحكيم كان يورد الامر أو النهي ويُتبعه بالشرح والتبرير..مثلا يعظ ابنه بأن لا يصعر خده للناس وبأن لا يتكبر، فيفسر له للتو بأن ذلك السلوك يكرهه الله تعالى بالقول :"إن الله لا يحب كل مختال فخور". ولما أمره باللين بأن لا يرفع من صوته وأن يقصد فيه, أردف ذلك بالقول:" إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"..

- بدء الخطاب بالرفق والأسلوب الذي كله رقة وعذوبة: "يا بني"..وهي لفظة تصغير لكلمة "ابني" من أجل التحبب والتقرب بغية إيصال الخطاب بطريقة سليمة وكاملة ولفت الانتباه للمُخاطَب..

- الرد على التساؤلات المحرجة للطفل مهما كانت حتى لو جاءت في موضوع الجنس, وذلك بالجواب اللطيف والذكي دون قمع الطفل السائل أو إبداء تبرم من سؤاله أو ضجر من إلحاحه في السؤال..

- تقديم البديل: حين قال لقمان لابنه بأن لا يمشي في الأرض مرحا أتى له بالبديل وهو أن يقصد في مشيه..وهكذا دواليك تتأسس التربية الإسلامية السليمة للأبناء..

أما البناءات التي تضمنتها كلمات لقمان الى ابنه فتتشكل ركائزها على ما يلي:

1- بناء العقيدة الصحيحة للطفل المسلم:

* التوحيد: وهو الأمر الذي بدأ به لقمان كلامه لابنه لأنه أساس كل كلام بعده..فالتوحيد حق الله على العباد. قال الله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" الذاريات56.وقال أيضا:"ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" النمل36.وقال: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا"...وفضل التوحيد كبير, ففي حديث عتبان الله تعالى حرم على النار من قال لا اله إلا الله ليس باللسان فقط وإنما يلزم ترك الشرك باللسان وبالقلب وبجميع الجوارح..وعن انس بن مالك رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"قال الله تعالى يا ابن آدم لو آتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة"..وهكذا من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.لهذا نجد لقمان الحكيم يحذر ابنه من الشرك ويبرره بكونه أعظم الظلم..واستهل نصائحه بهذا التحذير لعلمه أن الأصل هو التوحيد..

+ طاعة الوالدين: قرنها الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية بطاعة الله تعالى:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا". بل ان من طاعة الله تعالى طاعة الوالدين إلا أن يدعوا إلى الشرك به..وحتى في هذه الحالة الاستثنائية يجب مصاحبتهما ومعاشرتهما بالمعروف مع عدم طاعتهما في ما يدعوان إليه. كما أمر الله عز وجل العبد بالشكر له وبوالديه بشكل مترابط إذ قال:" ووصينا الإنسان بوالديه أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير"..فلولا الوالدان لما كان لنا أثر ولا وجود في هذه الدنيا,ومن ثَم فهما السبب المباشر لحياتنا, لكن ينبغي التذكر دوما أن الله تعالى هو السبب في وجود كل الخلائق..

+مراقبة الإنسان لله تعالى: أضاف لقمان عظة غالية من عظاته لابنه جوابا على سؤال سابق كما جاء في الروايات التي تناولت حياة لقمان, فقد سأله ابنه يوما قد يكون محرجا للأب الذي لا يحسن الإجابة ولا يملك الدراية بفنون القول في اطار من اللين والرفق..لم يتضايق لقمان ولم ينهر ابنه ولم يأمره بالصمت أو ينعته بالغباء او الجهل حين سأله عندما رأى البحر متلاطم الأمواج هل بإمكان الله تعالى أن يعلم تواجد حبة اذا ألقيت في أعماق بحر كهذا, فأجابه بأن الله تبارك وتعالى يعلم أقل من الحبة فقال له مقدما لفظة التحبب لابنه:"يا بني" إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله.إن الله لطيف خبير".

وهكذا فقد أورد لقمان أمثلة غير البحر الذي ذكره له ابنه, فأعطى له المثال بالصخرة وبالسماوات وبالأراضين..ففي هذا الفضاء الواسع اللامنتهي, يعلم سبحانه مثقال حبة من خردل ,فانظر إلى صغر هذه الحبة حتى في الصخرة الصماء أو في الليلة الظلماء يعلم كل أمر مَهما حقر شأنه أو عظم..يقول ابن حجر: "إن أعظم زاجر عم الذنوب هو خوف الله تعالى وخشية انتقامه وسطوته وحذر عقابه وغضبه وبطشه".إن قوام التربية الإسلامية أن يشعر الإنسان منذ أن يكون طفلا صغيرا بأن الله قريب منه يسمعه ويراه ويحصي سيئاته وحسناته. يقول الله عز وجل: { وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون} آية3 الأنعام, وقوله في سورة الحديد:{ وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير}...ومما يعمق مراقبة الله تعالى في نفس الإنسان المداومة على صلوات الفرض. لهذا انتقل لقمان مباشرة إلى وصية ولده بالصلاة بعد أن وعظه بمراقبة الله تبارك وتعالى..

* إقامة الصلاة: لاشك أن الصلاة تحمي المسلم من الفواحش والمنكر لقول الله تعالى في سورة العنكبوت "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" ..والأمر بالصلاة هو أمر بإقامة الصلة بالله حتى تطهر نفس الإنسان ويغلق على الشيطان منافذه الكثيرة, والعجيب أن الوضوء الذي يسبق الصلاة هو أيضا طهارة للمرء المسلم من الذنوب التي تخرج مع آخر قطرة ماء..وفضلا على ذلك, الصلاة تمده بالطاقة الروحية التي تزين الشعور بالطمأنينة والأمن النفسي وهدوء البال وراحة العقل, ولقد أدرك ذلك أحد الأطباء الغربيين وهو ديل كارينجي في كتابه "دع القلق وابدأ الحياة" بالقول" إن الصلاة هي أهم أداة عرفت إلى الآن لبث الطمأنينة في النفوس وبث الهدوء في الأعصاب".

2- بناء العبادات:

* الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أمر لقمان ابنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه يعلم حق اليقين أنها رسالة عظيمة حاملُ لوائها ينفع نفسه وينفع الأمة الإسلامية جمعاء,إذ أن المعروف الذي يحث عليه الإسلام هو الأمر النافع للمجتمع بجلبه الخير له وتحقيق التعاون بين أفراده, أما المنكر فهو كل أمر يؤدي إلى الخصومات والاعتداء على حرمات الإنسان في ماله وعرضه وماله ونفسه..ولقمان في وعظه ابنه بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يكون ضمنيا قد نهاه على أن لا يكون حياديا كما هو شأن الكثيرين من الناس اليوم، فموقف الحياد في معركة الحق مع الباطل في واقعنا هو موقف سلبي يهدم المجتمع أكثر مما يبنيه, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تكونوا إمَعة تقولون إنْ أحسن الناس أحسنا,وإن ظلموا ظلمنا,ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تسيئوا".وهذا هو خلق المؤمنين والمؤمنات ومن سمات المجتمع المسلم.قال الله تعالى:" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.." من سورة التوبة.

* الصبر على المصيبة: إنه خُلق كريم نصح به لقمان ابنه وعَبْره يجب على كل أب أن يوصي به أبناءه، فبفضل الصبر تُبنى شخصية الفرد المسلم وتُصقَل توجهاته في الحياة وتُزرع فيه دعائم القوة والصلابة , أما الجزع والتخاذل أمام أدنى مشكلة أو مصيبة فإنها من علامات ضعف الشخصية ووهنها..والصبر فوق كل هذا وذاك يثيب عنه الله تعالى خاصة إذا احتسب المؤمن الأجر عند الله تعالى عند تلقيه أول مرة للمصيبة..

3- بناء الأخلاق: هو بناء شيده لقمان في الآيات الكريمات المذكورة أعلاه على أساس دعامتين اثنتين هما:

- النهي عن التكبر: بقوله تعالى "ولا تُصَعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا"..وتصعير الخد للناس هو كناية عن التبرم وإدارة الوجه عنهم وعدم الإقبال عليهم بمؤانستهم والأُلفة معهم, بل التعالي عنهم للإحساس بالغرور والتكبر المشينين وزكى لقمان نصيحته الأولى بالقول: "ولا تمش في الأرض مرحا", ليبرر بعد ذلك قوله كأسلوب للإقناع

بأن الله تعالى لا يحب كل مختال فخور,ومادام الله يكره هذه الخصال فالأجدى أن يبتعد عنها الفرد المسلم..

- الاقتصاد في الأمور كلها: يقول لقمان لابنه واعظا إياه بأن يقصد في مشيه ويغض من صوته..ودائما في أسلوب راقي في الإقناع، يضيف لقمان:" إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" حتى تعاف النفس هذا الصوت وتهرب منه فيتحرى الإنسان عدم الرفع من الصوت بدون حاجة..والمعنى الضيق للاقتصاد في المشي والغض من الصوت هو عدم المشي ببطء قاتل ولا السرعة المفرطة، وأيضا عدم الرفع من الصوت يشكل يؤذي السامعين ولا خفضه بطريقة لا تُسمع الآخرين, بل اللازم هو أن يكون المشي بين السرعة والهرولة والصوت بين المنخفض والعالي, لكن المعنى العام والشامل هو سلامة نهج الاقتصاد دون إفراط ولا تفريط في أمور الحياة كلها حتى في جزئياتها من قَبيل المشي والصوت..وهذه دعوة عجيبة منذ زمان بعيد هو زمان لقمان إلى سلك الاقتصاد الوسط بمعناه العلمي الحديث الحالي.وقد أثبتت التجارب العلمية أن هذا النوع من السلوك الاقتصادي هو الأكثر أمنا والأسلم في اقتصادات اليوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zaman-alsamt.ahlamontada.net
{لُـجٍيـــن..!!
Admin
{لُـجٍيـــن..!!


المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 12/09/2008

التربية الإسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الإسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه   التربية الإسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 15, 2008 1:52 am

يسلموو فتىآ آلرياااض

معلوومــآت رآآئعه

بانتظـآر جديكـ..

دمت بخير..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التربية الإسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
zman-alsamt :: زمــان الــصــمــت لــلــحــيــاة الأســريــة :: الــطــفــل و الــتــربــيــة-
انتقل الى: